الاستاذ الدكتور جبار رحيمة الكعبي
* مقدمة
في الوحدة التدريبية يتم تنفيذ الصفات البدنية والقدرات الحركية والاداء المهاري والخططي بأساليب وشدد تدريبية مختلفة منها بشدة بطيئة ومنها بشدة متوسطة ومنها بشدة قصوى وهذا يعني ان العمل العضلي في الوحدة التدريبية مختلف في سرعة وتقلص وانبساط العضلات
وعند تنفيذ التمارين في الوحدة التدريبية ايضا يحدث التقلص والانبساط العضلي بعدة اشكال منها الانقباض العضلي الثابت اي ان العضلة في التمرين تبقى في حالة تقلص ثابت لا تقصر ولا تطول مثل دفع مقاومة اكبر من قوة الشخص كدفع وزن عالي جدا لاتستطيع العضلات تحريكة ومنها الانقباض العضلي المتحرك اللامركزي حيث تطول العضلة وتبتعد عن مركزها ومنها الانقباض العضلي المركزي حيث تقصر العضلة وتقترب من مركزها مثل تمرين العقلة ، وهناك تمارين دمجت بين الاسلوبين التقلص اللامركزي والمركزي بنفس الوقت اي ان العضلة يحدث فيها أولا اطالة سريعة لا مركزية يتبعها مباشرة انقباض قصوي بالتقصير نحو المركز وقد اثبتت التجارب ان هذة التدريبات فعالة جدا في تطوير القدرة العضلية القصوى واختصرت الفترة الزمنية لتطوير الانجاز وهذا النوع من التدريبات سمي بالتدريب البالستي والتدريب البليومتري حيث انهما متشابهان بالعمل العضلي اي كلاهما يحدث فية اطالة ثم تقصير ولكن مختلفان في الاداء .
والاساس الفسيولوجي لتفضيل هذين الاسلوبين ( البالستيك – البليومترك ) على التدريبات الاخرى في تطوير القوة الانفجارية هو أشبة بالمثل القائل إن سحب حبل مطاطي أو ( لاستيك) أكثر من طوله فان بعد ذلك سيرتد بحركة سريعة وقوية نحو المركز وهذا المبدأ يشبة عمل العضلة لأن العضلة فيها مطاطية وبالتالي يمكن ان تمتد اكثر من طولها وتقصر اقل من طولها في الانقباض فعندما تطول او تمتد العضلة اكثر من طولها فان طاقة التمدد للالياف العضلية سيحتفظ بها بالمكون المطاطي للعضلة وبعدها سترتد جميع الوحدات الحركية بتقلص قصوي نحو مركز العضلة اي تنقبض العضلة بشكل سريع كما يحدث بالحبل المطاطي عند سحبة ثم ارجاعة وهذه المبدأ هو الذي يحدث في العضلات في تدريبات البالستك والبليومترك.
* مفهوم تدريب البالستيك :
المدربين الاذكياء اصحاب الخبرات العلمية والتدريبية العالية وخاصة في الالعاب والمسابقات التي تتميز مهاراتها بالأداء الإنفجارى ولها مسار وزاوية محددة مثل مسابقات الرمي بالعاب القوى ( دفع الكرة الحديدية – قذف القرص – رمي الرمح – اطاحة المطرقة ) حيث لكل مسابقة مسار وزاوية خاصة بها فهؤلاء المدربين بدلا من تدريب الرياضيين على صفة القوة الانفجارية لوحدها او تدريب سرعة الاداء المهاري لوحدة كل على انفراد في وحدات تدريبية منفصلة قاموا باستحداث او ابتكار اساليب تدربية تجمع بين هاتين الصفتين في تدريب واحد سمي تدريب البالستىك وهذا الاسلوب يعد أسلوباً مستحدثاً لتنمية القدرة العضلية القصوى مع الاداء المهاري بنفس الوقت اي تدريب القوة الانفجارية وفقا لشروط المنافسة ومسار وزاوية ادواتها وقد اثبتت التجارب ان هذا الاسلوب هو اكثر فاعلية وإيجابية في تطوير الانجاز الرياضي مقارنة بباقى أساليب التدريب الأخرى مثل تدريبات الأثقال وتدريبات البليومترى وخاصة في الالعاب والمسابقات التي تتطلب قدرة انفجارية قصوى بمسار وزاوية محددة للاداة باعتبار ان البالستيك Ballistic بمعنــاها العلمى فى علوم الحركة هو دراسة مسار طيران القذائف أو علم يدرس حركة المقذوفات بمختلف اشكالها وهذا المبدأ هو الذي يفرق بين تدريبات البالستك عن تدريبات البليومترك حيث ان تدريبات البليومترك لتطوير القوة الانفجارية لا تتقيد بشروط ومتطلبات المنافسة من حيث زمن الاداء ومسار وزاوية الاداة او الجسم اثناء لحظة انطلاق الجسم او الاداة في حين تدريبات البالستيك تتقيد بهذة الشروط والمتطلبات الخاصة بالمسابقات حيث يهدف هذا التدريب الى تطوير القدرة العضلية القصوى مع الاداء المهاري بكافة شروطة ومتطلباتة بالمنافسة
* تعريف التدريب البالستي :
هو قدرة الجهاز العصبي العضلي للتغلب على مقاومات في التدريبات التي
– تتطلب درجة قصوى من الانقباضات العضلية كالرمي بالعاب القوى او رمي المقذوفات كالتهديف بكرة اليد او الرمية الجانبية بكرة القدم وغيرها
– تجمع في طبيعة ادائها صفتي القوة الانفجارية والسرعة في الاداء
تدريبات البالستك تتفق في مسارها الهندسي والزمني مع متطلبات المنافسة كما هو الحال بالفديو المرفق والخاص بالرمي بالعاب القوى حيث يتم رمي الرمح بوزن اعلى قليلا من وزن الرمح وباقصى قدرة اي باقصر زمن مع زاوية الانطلاق المناسبة لرمي الرمح ويمكن عمل اجهزة اخرى للتدريب تحدد مسار وزاوية المقذوفات والتدريب عليها لتطوير القدرة العضلية القصوى بشروط ومتطلبات المنافسة
* الشدة التدريبية :
– الشدة بالاداء 100% يعني الاداء قصوي لاستخراج اقصى قدرة عضلية
– الشدة بتدريبات الحديد من ( 30-50% ) من اقصى وزن من استطاعة اللاعب او بوزن اقل او اعلى قليلا من وزن الاداة
– التكرار لحد انخفاض السرعة في الاداء ( التوقف عندما تنخفض سرعة الاداء) كما موجود في الفديو حيث يتم تسجيل زمن كل محاولة وحين يلاحظ المدرب انخفاض سرعة الاداء نتيجة زيادة زمن الاداء يوقف التمرين ولهذا يمكن ان يصل النبض الى اكثر من 180 ضربة بالدقيقة في التمارين ذات التكرارات المتتالية مثل ما هو موضح بالفديو المرفق مع المنشور
– الراحة رجوع النبض الى 120 ضربة بالدقيقة للقيام بالتمرين التالي :
* الهدف من تدريبات البالستي :
– تحسين سرعة ارسال الاشارات العصبية الحسية الصادرة من المغازل العضلية للدماغ مما يؤدي الى سرعة تكيف الجهاز العصبي العضلي مع طبيعة الاداء في المنافسة
– يحسن وبشكل كبير من سرعة الانقباضات العضلية الخاصة بالمنافسة ( تطوير سرعة وقوة الانطلاق لحظة الرمي )
– تحسين خاصية مطاطية العضلة والاستفادة من طاقتها المطاطية نتيجة الاستطالة التي تحدث في بداية الحركة في جميع تمارين البالستك
– في هذة التدريبات تحدث مشاركة لجميع الوحدات الحركية وتزامن عملها بنفس الوقت اثناء لحظة الانطلاق
– الاقتصاد في الجهد لان البالستك يطور العمليات الفسيولوجية والكيميائية الخاصة بمتطلبات المنافسة
– يعالج مشكلة انخفاض السرعة في الاداء نتيجة لتدريبات الاثقال عالية الوزن والتي تهدف لتطوير القوة القصوى
مع تحياتي …. أ.د. جبار رحيمة الكعبي … معاون عميد كلية التربية – رئيس قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة – الجامعة الاسلامية في النجف الاشرف