برعاية الدكتور عمار عبد الأمير السلامي وبإشراف الدكتور حيدر القريشي وتحت شعار ( نحو عراق يسوده القانون ) أقامت الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف بموقعها في بابل المؤتمر العلمي الرابع عشر الموسوم ( القانون ركيزة لبناء مجتمع آمن ومتقدم ) وذلك يوم الأربعاء المصادف 25 /3/2015 جمادى الثانية 1436 هـ , وبحضور مؤسس الجامعة السيد صدر الدين القبانجي ورئيس جامعة المثنى , ورئيس اللجنة القطاعية لعمداء كليات القانون في العراق , وعميد كلية المستقبل , وعمداء كليات القانون في جامعات كل من ( ديالى , بغداد , والمثنى , والكوت , وبابل , وأهل البيت (ع) ) , وعدد من أساتذة الكليات من مختلف الجامعات العراقية والباحثين الأكاديميين ورؤساء الأقسام والتدريسيين في الجامعة وممثلي المؤسسات العلمية والثقافية , حيث أستهل المؤتمر بتلاوة آي من الذكر الحكيم , وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء العراق والمسيرة التعليمة , والوقوف إجلالاً لقراءة النشيد الوطني ومن ثم أستمع الحضور إلى نشيد الجامعة الإسلامية بصوت طلبتها , وألقى بعد ذلك السيد المؤسس كلمة جاء : ” تشرفت جامعتنا في إحتضان هذا المؤتمر العلمي القانوني الذي يشترك فيه أساتذة ومختصون في شأن القانون , وان القران الكريم جاء ليقول ان القانون هو الحاكم وعلى الجميع إطاعته لأنه سمة المدنية التي أسسها الإسلام الحنيف كما أكد على حاكمية القانون المتوافق مع إرادة الله والقيم الإسلامية , وان من يحكم على المذاهب والطوائف والأديان بالقتل فهو يرجع بحكمه إلى الجاهلية وليس لروح الإسلام السمحاء التي تنبذ العنف وتحرم الهتك بالنفس البشرية المقدسة , ولهذا كان شعارنا نحو عراق يسوده القانون بل عالم يسوده الأمن والطمأنية والتقدم .”.
ومن ثم إعتلى المنصة الراعي للمؤتمر السيد العميد الدكتور عمار السلامي الذي قال في كلمته : ” من واجب الجامعة الإسلامية أن تشارك في إشاعة القانون , لأننا مازلنا نسير على القوانين البالية التي لا تساوي بين العراقيين , وان إنعقاد هذا المؤتمر جاء في وقت يقاتل فيه أبناء العراق الأشاوس من قوات الجيش الباسل والحشد الشعبي المجاهد , وهم يبذلون مهجهم فداءً للعراق العزيز , ودفاعاً عن شعبه الحبيب ورد كيد المعتدين إلى نحورهم اللذين يريدون زرع الخراب وإعمام الظلم والتخلف والعبودية , لذلك فأننا نرفع آيات التضامن والدعم مع كل الأبطال والمجاهدين الغيارى اللذين لبوا نداء الوطن والمرجعية الدينية الحكيمة المتمثلة بسماحة السيد السستاني ( دام ظله الوارف ) الذي حفظ دماء وكرامة العراقيين في فتواه , كما نشكر الباحثين الأعزاء لبحوثهم التي تصب في خدمة العراق الذي خط أبجدية العلم والتحضر والحرية من خلال وضعهم لقوانين جديدة تخدم المجتمع وتسير به نحو الأمن والأمان والسلام , وستأخذ الجامعة على عاتقها نشر تلك الأبحاث في مجلة الجامعة العلمية المحكمة , وبثها في مواقع أكاديمية عربية يرتادها زوار كثر , خدمة للمسيرة العلمية الرصينة .
هذا وقد قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور جمال الحيدري في كلمة افتتاح المؤتمر : ” ان العلوم القانونية تأتي في أول العلوم لأنها الشريان الذي يمد باقي العلوم بالقوانين التي تتعلق بالمجتمع والفرد , وان المؤتمر جاء لبحث ومناقشة المواضيع التي تهم الواقع من الناحية العلمية والقانونية ولتحقيق الأهداف المرجوة بالشكل الذي يخدم فلسفة المشرع , وخدمة لمسيرة العلم والعلماء في عراق الحضارات والعلم , كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل القائمين على أعمال المؤتمر الذين عملوا جاهدين على أن يخرج المؤتمر بتوصيات أكدت على حقوق الإنسان , ورسم السياسة الصحيحة , والإستثمار الأمثل تماشيا مع تجربة العالم المتقدم , وإشاعة مبادئ العدل والإنسانية “.
الدكتور حيدر القريشي قال :” إن الهدف من المؤتمر هو تقديم درآسات وأبحاث قانونية متخصصة في جوانب عديدة تهم المجتمع العراقي سواء كانت متعلقة بالجوانب الدستورية أو حقوق الإنسان وحريته إضافة إلى أن المؤتمر تناول في أبحاثه أطروحات ستساهم وبشكل ايجابي في رفد الحركة العلمية وتطويرها لتكون موازية للواقع العلمي , كذلك يهدف مؤتمرنا إلى إفهام الناس بالجوانب القانونية وكيفية تطبيقها في سبيل جعل القانون هو الأعلى ويتساوى الجميع تحت ظله , خصوصا وان الفرد العراقي بحاجة إلى مثل هكذا مؤتمرات للتعرف على حقوقه وواجباته وبالتالي فأن تنمية وعي الفرد تدعونا إلى مواكبة التطورات القانونية الجديدة .”
هذا وقد خرج المؤتمرون بتوصيات علمية قيمة من خلال الأبحاث والملتقى , والخبرات العلمية المشتركة بالمؤتمر لتصب في خدمة العلم والعلماء , كما وزعت شهادات الشكر والتقدير على الباحثين المشاركين والمساهمين في المؤتمر , وعلى هامش المؤتمر أقامت الجامعة الإسلامية معرضاً للكتاب وبالتعاون مع دور نشر عراقية , للإسهام في إطلاع الطلبة والباحثين على مجالات العلم والفكر والمعرفة كافة , وتجسيداً للدور العلمي والأكاديمي الرصين .